ليتني أعرف ما داخل هذا الطفل وكيف يفكر؟ وبماذا يشعر؟ وكيف يرى العالم هكذا يتمنى كل من يتعامل مع الطفل التوحدي .
إن أي أخصائي أو مدرس أو أب أو أم يتعامل مع هذا الطفل يجد نفسه في حيرة دائمة.
فمرة نجده يفهم جيدا ومرة أخرى نجده كأنه لا يفهم شيئا على الإطلاق، مرة نفعل أمامه شيئا فيفرح، ومرة أخرى نفعل الشيء نفسه فيصرخ ويبكي، مرة ينفذ ما يطلب منه على وجه الدقة ومرة أخرى نجده ينفذه بشكل خاطئ وهكذا دائماً الطفل التوحدي.
ولكيفية التعامل السليم مع هذا الطفل نقدم لكم بعض النصائح والإرشادات التي تقلل من حيرتنا قدر الإمكان وتؤدى إلى تحسين حالته.
تقدير الحالة النفسية
الطفل التوحدي هو إنسان أولا وأخيرا وقبل أي شيء فهناك ما يفرحه ويجعله سعيدا وهناك ما يحزنه ويجعله مكتئبا، حتى وإن كنا نجهل السبب فشأنه شأن الطفل العادي قد يكون في حالة نفسية وجسدية طيبة فيتعاون مع الآخرين وقد يكون في أحيان أخرى في حالة نفسية وجسدية سيئة لذلك لا يتجاوب مع من يتعامل معه ويرفض التعاون معه .
التركيز على التواصل
الإنسان لا يكون إنسانا إلا بوجود الآخرين ولا يكتسب مدى إنسانيته إلا بمدى تواصله معهم ولذلك فمن المهم أن نركز في تعاملنا مع الطفل التوحدي على تنمية التواصل البصري واللفظي ، فلا يكفى أن نعطي الطفل ما يريده أو يرغبه بمجرد نجاحه في مهمة ما طلبت منه، بل يجب ألا تعطيه هذا الشيء إلا عندما ينظر في وجهك وكذلك تشجعه على النظر في وجه من يتحدث معه وبالنسبة للأطفال الذين توجد لديهم القدرة على الكلام فيجب أن نشجعه على الكلام حتى يحصل على ما يريد .
محاولة تقريب ودمج الطفل مع أقرانه
يميل الأطفال التوحديون إلى التعامل مع الكبار والاتصال بهم ويكون تعاملهم مع الكبار أسهل من تعاملهم مع الأطفال الصغار وقد يرجع هذا إلى تفهم الكبار للطفل التوحدي أو نتيجة لتعوده عليهم أو ربما لأنهم يحاولون تطويع أنفسهم لخدمته ولذلك علينا تقريب الطفل التوحدي من الأطفال الآخرين ونعلمه كيف يلعب ويتفاعل معهم.
شغل الطفل عن الحركات النمطية
إن أغلب الأطفال التوحديين لديهم حركات نمطية متكررة يفعلونها ليلا ونهارا وينزعجون حينما تنهاهم عن فعلها أو تحاول وقفها، ولذلك علينا أن ننهاهم عنها ليس بالكلام أو بأمرهم بالتوقف عنها أو محاولة وقفها عنوة أو معاقبتهم عند فعلها وإنما ننهاهم عنها ونمنعها بأن نشغلهم دائما ولا نتركهم مع أنفسهم يكررون هذه الحركات والأفعال النمطية .
تنمية الثقة بالنفس والاستقلالية
يعاني الطفل التوحدي من فقدان الثقة وغياب المبادأة، ولذلك ينبغي أن نشجعه على فعل كل شيء بنفسه.
وعلينا أن ننتبه إلى عدم زجره أو الصراخ في وجهه حينما لا يفعل ما نطلبه منه بشكل صحيح أو حينما يفعل شيئا خاطئا من تلقاء نفسه لأن ذلك من شأنه أن يزيد من فقدان الثقة والاستقلالية لديه، ويجب علينا ألا نعوده على الاعتماد على الآخرين بل نعوده على الاستقلالية والاعتماد على ذاته والذي سيتحقق من خلال عدم تلبية كل ما يطلبه الطفل دون أن يبذل أي جهد.
تدريب الطفل على الدفاع عن نفسه
الطفل المصاب بالتوحد لا يستطيع في الغالب الدفاع عن نفسه ولا يستطيع التعرف على مصدر الخطر حتى أنه لا يستطيع أن يسترد ما أخذ منه ولو كان طعامه وهذا الأمر يحزن الكثيرين من أسرهم ، ولذلك فمن المهم أن ندربه على كيفية رد العدوان وكيفية الهروب من مصدر الخطر وكيف يدافع عن نفسه وكيف يتعامل مع ما يعترض طريقه.
التدريب على اللعب
أثبتت الأبحاث والدراسات أن للعب دورا مهما في النمو فهو أسلوب وطريقة لتفريغ الانفعالات وعلاج الاضطرابات الانفعالية، ولما كان للعب هذه الأهمية في الحياة ومن المهم أن ندرب الطفل على اللعب وكيفية الاستمتاع به ومشاركة الآخرين في اللعب، وبعض الأطفال يفضلون الألعاب التركيبية والميكانيكية وتنظيم الألعاب في صفوف وأشكال منظمة فعلينا استغلال هذا في تدريبهم وتعليمهم لإحداث مزيد من التقدم .
توحيد طرق التعامل
قد لا يحدث تقدم في حالة الطفل التوحدي رغم إتباعنا لمعظم المبادئ و النصائح السابق ذكرها ويرجع عادة السبب في كثير من الأحيان إلى أن أسلوب التعامل في البيت يختلف عن أسلوب التعامل في المدرسة أو المركز أو المؤسسة التي يوجد بها، لذلك يجب أن يكون الأسلوب الذي نتعامل به مع الطفل التوحدي أسلوبا واحدا في كل مكان يوجد به الطفل.
التأكد من فهم الطفل لما نطلبه منه وقدرته على النجاح فيه
عندما نطلب من الطفل مهمة ما أو فعل أي نشاط فعلينا أولا أن نتأكد من مدى فهم الطفل لنا ولما نطلبه منه لأنه أحيانا يكون رفض الطفل أو إبداءه للمقاومة عند التدريب لا يرجع إلى عدم رغبته في التعاون مع معلمه أو والده أو لمجرد الرفض وإنما قد يرجع ذلك إلي عدم فهمه لما نطلبه منه.
تدريب الطفل على تقبل التغيير
إذا أردنا أن نبعد الروتين في التعامل مع الطفل التوحدي فينبغي علينا أن نؤهل الطفل للتعامل مع التغيير وتقبله فعلينا أن نجعل الطفل يعرف أن عليه أن يتعامل مع الواقع كما هو وليس كما يجب أن يكون الواقع وعلينا أن نشرح ونوضح له ماذا سنفعل قبل قيامنا به ولذلك يجب أن نبدأ بالتغييرات البسيطة في البداية ثم بعد ذلك بالتغييرات الكبيرة .
تدريب الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة به
وذلك بتوظيف كل ما لديه من خبرات وقدرات وإمكانيات , فمثلا تساعد الأم طفلها على إدراك ما حوله وذلك بتقديم شرح مبسط ، وتكرار هذا الشرح كل ما سمحت الفرصة.
تعليم وتدريب الطفل على المبادرة الاجتماعية
مثل :إلقاء التحية ، وطلب المساعدة ، والتعبير عن الرغبة في تناول الطعام والشراب ، والتعبير عن الرغبة في اللعب المشترك، والتعبير عن العواطف والمشاعر بصوره صحيحة مرافقة لتعبيرات الوجه المناسبة ، مع الحرص على تكرار مثل هذه المبادرات يوميا.