عندما نريد ان نتحدث عن العناية بالعين فإننا نبدأ بالتذكير بنعمة البصر التي هي من أهم الحواس الخمس التي انعم الله بها علينا ولا نتصور كيف تكون الحياة من دونها خصوصا لشخص قد عاش هذه النعمة وأحس بطعمها، ومن فضل الله علينا أن خلقنا في أحسن تقويم، وانه جعل لنا العينين الجميلتين وحماهما في محجر عظمي قوي وغطاهما بالأجفان والرموش وجعل لهما السائل الدمعي لتنظيفهما وتغذيتهما وحمايتهما من الشوائب، ثم بديع خلقة سبحانه لكرة العين وتكوين طبقاتها المختلفة.
ويجدر بنا أن نشكر الله على نعمة العينين والبصر ثم ندعوه دوما أن يحفظها لنا وبعد ذلك نجتهد في الحفاظ عليها من الأمراض أو الإصابات التي يمكن تجنبها بإذن الله.
وهذه بعض النصائح السريعة للوقاية والحفاظ على البصر والعينين.
فمنذ ولادة الجنين وفي الأسابيع الأولى يجب على الأبوين ملاحظة عيني الطفل وبصره وذلك عن طريق ملاحظة أي اهتزاز غير طبيعي وحركة عشوائية للعينين، وهذا يدل على ضعف في النظر عند الطفل، وعليه يجب الكشف المبكر، وكذلك ملاحظة أي بياض في الحدقة (الحدقة البيضاء) ويدل على ماء ابيض خلقي غالبا أو قد يلاحظون عتامة شديدة في قرنية العين وكبر في حجم القرنية أو حول شديد واضح، وهذا يستدعي سرعة الكشف والمتابعة، أو إفرازات شديدة عند الولادة مع احمرار في الملتحمة، أو دموع مستمرة من غير توقف، وكلها تحتاج الى مراجعة الطبيب فورا.
وعند تقدم الطفل في العمر يجب رعايته من الإصابات التي قد يتعرض لها في المنزل أو خارجه وإبعاد كل الأشياء الحادة والخطيرة عنه في أثناء لعبة.
ومع نمو الطفل يجب ملاحظة نظر الطفل فعندما يشك الأبوان أن هناك نقصا في نظر الطفل مع وجود الحول أو عدمه فانه يجب المسارعة لفحص الطفل في سن مبكرة حتى يتمكن الطبيب من علاج كسل العين إذا وجد، ووصف النظارة المناسبة خصوصا قبل السنة السادسة من عمره.
وللعناية بصحة العين للكبار ننصح مرضى الماء الأزرق (الجلوكوما) باستخدام القطرات الموصوفة لهم بانتظام، والمتابعة المستمرة مع الطبيب، وأما من لديهم في أسرهم تاريخ مرضي للماء الأزرق يجب على أفراد العائلة الفحص ولو مرة واحدة في العام.
أما مرضى السكري فإنهم معرضون للإصابة بمرض اعتلال الشبكية السكري الذي قد يفقد المريض بصره إذا أهمل المتابعة المستمرة مع طبيبه لضبط السكر، وطبيب العيون لفحص الشبكية بشكل دوري والتدخل علاجيا إذا لزم الأمر.
وهناك ما يسمى بالعيوب الانكسارية عند الإنسان ويحصل معها ضعف في النظر والحل هنا بسيط وذلك بزيارة أخصائي البصريات لعمل نظارة مناسبة، فإذا تحسن النظر وإلا عليه مراجعة طبيب العيون حتى يتأكد من سبب المشكلة؛ لان هناك ما يسمى بالقرنية المخروطية واكتشافها مبكرا في سن الشباب قد يساعد على تخفيف المشكلة بعدة طرائق يقوم بها الطبيب المعالج.
وننصح كل من لديه تاريخ مرضي في العائلة بالقرنية المخروطية ان يكون هناك فحص دوري لكل افراد العائلة خصوصا الأخوان والأخوات.
وهناك أمراض قد يعانيها بعض الناس في فترات من حياتهم مثل الرمد الربيعي (حساسية العين) وجفاف العين والتهابات الجفون والغدد الدهنية في الجفن وكلها تعالج ببعض الأدوية والقطرات المناسبة ويعطى المريض تعليمات خاصة للتعامل مع مثل هذه المشكلات.
وكأي عضو في الجسم يحتاج الى الغذاء الصحي المتكامل والمتوازن حتى يبقى سليما بإذن الله من الأمراض فقد أثبتت الدراسات ان مرض الضمور البقعي في مركز البصر في الشبكية المرتبط بتقدم العمر (ARMD) ينقص خطره بنسبة جيدة عندما يحافظ المرضى على استخدام الغذاء المتكامل مع بعض المكملات الغذائية التي تحوي فيتامين (a) و(c) و(e) وكلها مضادات للتأكسد الذي قد يسبب أمراضا للعين ومن ذلك إعتام عدسة العين (الماء الأبيض) والضمور البقعي.
وكذلك ننصح المدخنين بالتوقف عن التدخين لما قد يسبب من أمراض كثيرة للعين تبدأ من احمرار وتهيج العين وجفاف مستمر في العينين، وكذلك تكون الماء الأبيض المبكر وأيضا يضاعف من التسبب في الضمور البقعي وضعف في العصب البصري.
وننصح عموم الناس بارتداء النظارة الشمسية الجيدة التي تعمل على فلترة الأشعة البنفسجية من دخولها للعين التي قد تسبب مضاعفات تراكمية مع مر الزمن تضر بالعين.
وأما مستخدمو الكمبيوتر بشكل كبير ننصح بوضع الشاشة على مسافة (45 سم تقريبا) وتكون بمستوى اخفض من العين مع التعود على الارماش بشكل مستمر، واخذ فترة راحة كل 20 دقيقة تقريبا مع استخدام قطرات مرطبة للذين يعانون جفافا شديدا في العينين.
واما الأشخاص الذين يعملون في بعض المهن التي فيها خطر من إصابات العين فننصح بارتداء النظارات الواقية دائما.
د . عبد العزيز آل ضبعان - استشاري طب وجراحة عيون – جريدة الرياض الجمعة 25 ذي الحجة 1436 هـ - 9 اكتوبر 2015 م - العدد 17273