الإصابة بألم الظهر مشكلة شائعة جداً وتحتل المرتبة الثانية بعد نزلات البرد من حيث الانتشار وهي من أكثر الشكاوى الطبية في عيادة طبيب العظام ففي احدى الدراسات المنشورة تبين ان 90% من الشعب الامريكي يعانون من ألم اسفل الظهر في فترة من فترات حياتهم وان 50% ممن يعانون من الم الظهر يعانون منها بشكل متكرر أو مستمر.
مما يجدر ذكره هنا هو ان ألم الظهر لا يعتبر مرضا بحد ذاته في اللغة الطبية وانما هو شكوى تظهر على المريض ناتجة في بعض الاحيان عن الاسباب التي سيأتي ذكرها لاحقاً.
تكوين العمود الفقري
يتكون العمود الفقري من 33 فقرة عظمية وتتصل الفقرات العظمية ببعضها بواسطة الأربطة والعضلات الظهرية، يمكن تقسيم العمود الفقري من الناحية التشريحية إلى خمسة أقسام:
- الجزء الرقبي ويتكون من 7 فقرات.
- الجزء الصدري ويتكون من 12 فقرة.
- الجزء القطنى ويتكون من 5 فقرات.
- الجزء العجزي ويتكون من 5 فقرات.
- الجزء العصعصي ويتكون من 4 فقرات.
يفصل بين الفقرات العظمية ما يسمي بالغضروف الفقري أو الديسك وهو مادة غضروفية على شكل قرص محاط بغشاء خارجي قوي يحوي في المنتصف على جسم كروي يحتوي على مادة شبيهة بالجيلاتين ويعمل الغضروف على تسهيل حركة الفقرات وامتصاص الصدمات، ويمر الحبل الشوكي من خلال القناة الفقرية وتتفرع منه الاعصاب الشوكية.
سوف نركز على علاج أسفل الظهر أي الجزء القطني المتكون من 5 فقرات
تعريف ألم الظهر:
هو إحساس بالألم أو عدم الراحة في منطقة الظهر بسبب تضرر أو إصابة في أحد الاجزاء المكونة للظهر ( العضلات / العظام / المفاصل / الاعصاب / الأوتار / الأربطة).
أولاً يجب أن نعرف أنه في 85% (وهي الغالبية العظمى) من حالات الإصابة بألم اسفل الظهر لا يتمكن الطبيب المعالج من معرفة السبب ويمكننا ايضاً القول بأن المسبب لألم الظهر يكون معروفا عند 15% فقط من المرضى حتى بعد عمل الفحص والاشعات بواسطة طبيب ماهر.
اسباب ألم الظهر:
أولاً: أسباب ناشئة من الظهر:
· الشد العضلي.
· تمزق العضلات والاوتار بسبب سوء استخدام الظهر.
· تهيج أو التهاب الاعصاب.
· الضغط على الاعصاب بسبب الفتق الفقري الغضروفي أو عرق النسا.
· تضيق القنوات الفقرية.
· الإنزلاق الفقري العظمي.
· خشونة مفاصل الظهر.
· إلتهابات العظام والمفاصل
· الالتهابات البكتيرية.
· الالتهابات الناتجة من الدرن (مرض السل الفقري).
· الحمي المالطية.
· الكسور.
· تشوهات العمود الفقري.
· الاورام.
· هشاشة العظام.
· الضغوط النفسية.
(الاستخدام الخاطئ والإصابات سبب رئيسي لألم أسفل الظهر)
ثانياً/ أسباب ناتجة من مسببات ليس لها علاقه بالظهر:
· إلتهابات وأمراض الاعضاء داخل الصدر (كالتهاب الرئتين).
· التهابات وامراض الاعضاء داخل البطن (كالتهاب الزائدة الدودية أو امراض الكلى أو المثانة
· احياناً (وجود تشوهات أو اصابة في القدمين أو الركبتين أو الوركين) يؤدي إلى ألم الظهر.
· التهابات وأمراض الاعضاء داخل الحوض (كالتهاب وامراض المبايض عند النساء).
· مشاكل الجهاز الهضمي خاصة المعدة.
(في هذا النوع من الأسباب يجب عمل الفحص الطبي لتلقي العلاج المناسب.
الفتق الغضروفي (الانزلاق الغضروفي)
يبدأ الفتق الغضروفي في التكون عندما تفقد المادة الغضروفية الخارجية جزءاً من ليونتها مما يحدث جفافاً في الطبقة الخارجية للغضروف (انخفاض نسبة الماء في الغضروف). يؤدي جفاف الغضروف إلى تشققات أو قطع في الغشاء الخارجي مما يسمح للمادة الجيلاتينية الداخلية (الجزء الكروي الداخلي) للخروج عبر الجزء الغضروفي (وهو ما يسمى بالفتق الفقري) والضغط على الاجزاء المحيطة كالحبل الشوكي أو الاعصاب مما يسبب الألم.
ويحدث هذا الفتق احياناً فجأة عند القيام بأعمال قد تؤدي الى اجهاد الظهر كحمل الاشياء الثقيلة أو الوقوف الطويل.
احتكاك (تآكل) الغضاريف الفقرية:
تمتص الغضاريف الفقرية الصدمات وتمنح العمود الفقري مرونة في الحركة، وجفاف الغضاريف أو فقدان بعض من حجمها ومرونتها مع التقدم في العمر ظاهرة طبيعية قد تقلل من مرونة العمود ولا تسبب أعراضاَ مرضية في حد ذاتها.
تنشأ أعراض ألم أسفل الظهر عندما يكون الجهد أكبر من طاقة الغضاريف على التحمل، وعادة ما يكون الشخص ذا عضلات ظهرية ضعيفة لذا تقوية عضلات الظهر أمرٌ مهم وافضل الطرق للتقوية العضلات هي ممارسة السباحة.
عندما يحدث الفتق ينتهى الالم تلقائياً خلال أسبوع في 70% من المرضى أو خلال شهر في 90% من المرضى، بينما يستمر في حالات معينة إلى أكثر من شهرين وقد يتحول عند البعض الى مرض مزمن يحتاج إلى خطة علاجية.
وأحيانا يشفى المريض من الالم في أقل من شهر ولكن قد يعاوده الألم في المستقبل ولتجنب حدوث ذلك فمن الافضل اتباع الآتي:
· تقوية عضلات الظهر.
· السباحة.
· الابتعاد عن مسببات الفتق مثل الوقوف لفترات طويلة ورفع الاحمال الثقيلة.........إلخ.
(الفتق قد يؤدي الى انقباضات شديدة في عضلات الظهر مما يؤدي إلى ألم شديد)
عرق النسا:
عرق النسا هو أحد أنواع ألم اسفل الظهر حيث يترافق مع ألم في المؤخرة والجزء الخلفي من الفخذ ويمتد إلى الساق وقد يصل احياناً إلى القدم. وهذا ما يميز عرق النسا عن ألم الظهر وعادة ما يصفه المريض بالاحساس الكهربائي أو الخدر (التنميل) أو الاحساس بضعف العضلات نتيجة للفتق الغضروفي في منطقة بدايات تكون العصب الوركي. وقد يكون في جهة واحدة من الجسم أو الجهتين.
ألم الظهر عند الاطفال:
مع أن حدوث ألم الظهر نادر عند الاطفال، ولكن يجب أن يؤخذ ببالغ الاهتمام ويفضل زيارة الطبيب المختص بصفة شبه عاجلة اذا استمر الالم أو في حال ما إذا تكررت الشكوى من الطفل أو ازدادت سوءاً.
إن آلام الظهر تتضاعف بصورة سريعة خلال فترة الطفولة والمراهقة وقد تظهر اثارها عند البلوغ ويساهم حمل الطلاب لحقائب المدرسة الثقيلة في نشوئها او تطورها.
ألم الظهر والحمل:
خلال فترة الحمل يفرز الجسم الهرمون الراخي للعضلات والذي يؤدي إلى ارتخاء الاربطة والعضلات وخاصة أربطة وعضلات الحوض وزيادة حجم الرحم مما يؤدي إلى تقلصات في عضلات الظهر لذا يجب على الحامل معرفة كيفية التعامل مع التغير في نمط الحياة (كيفية المشي أو حمل الاشياء).
كما يؤدي الحمل إلى زيادة الوزن مما يؤدي إلى الضغط والثقل على عضلات الظهر والبطن.
عوامل تساعد على حدوث الام الظهر.
· العمال الذين يتطلب عملهم رفع احمال ثقيلة.
· الوقوف لفترات طويلة.
· المصابون بإرتخاء عضلات الظهر.
· المدخنون.
· الضغوط النفسية.
تشخيص ألم أسفل الظهر
لتشخيص ألم أسفل الظهر لابد من توفر قصة مرضية واضحة, بالإضافة إلى بعض التحاليل الطبية ليتم تشخيص الحالة.
القصة المرضية
· الألم الشائع في الظهر يكون أسفل الظهر وهذا الالم قد يكون حاداً و فجائي وفي هذه الحالة يجب استبعاد بعض الاسباب:
· كالكسور و الإصابات.
· العدوى (إلتهابات) كالدرن مثلا ويصاحبها ارتفاع درجة الحرارة و التعرق.
· ألم اسفل الظهر بسبب الوقوف لفترات طولية أو رفع حمل ثقيل وعاده يكون الالم شديداً وحاداً واحياناً يمتد إلى الطرف السفلي (عرق النسا) وهذا ما سوف نتطرق لعلاجه لاحقا ان شاء الله.
· الأورام: ويصاحبها نقص في الوزن و تعرق مع وجود ورم في أي جهة من الجسم.
· الروماتيزم: ويصاحبها تيبسات وتصلبات في المفاصل خاصة في الصباح الباكر.
· نقص فيتامين (د) ويصاحبها ألم في جميع الجسم بالإضافة لأسفل الظهر.
الفحوصات والتحاليل
الفحوصات تكون حسب تقييم الطبيب, ومنها على سبيل المثال:
· أشعه سينيه لاستبعاد الكسور وتشوهات العمود الفقري.
· مسح العظام (bone scan) لاستبعاد الاورام والالتهابات .
· تحليل الدم مثل (CRP \ ESR \ CBC)
· الاشعة المقطعية عند الشك في عظام العمود الفقري.
· فحص هشاشة العظام.
· فحص فيتامين (د).
· الاشعة المغناطيسية (الرنين) وهي مهمه لتشخيص الانزلاق الغضروفي.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن لكل مريض وضعه الخاص من حيث الفحوصات المطلوبة و طرق العلاج.